كيف تصبح ناشطا حقوقيا؟!

 كيف تصبح ناشطا حقوقيا؟!
 كيف تصبح ناشطا حقوقيا؟!

المحامي: كمال القواتي

بكالوريوس قانون .. تعز

دبلوم عالي في القانون العام ... صنعاء

يحضر الماجستير في حقوق اٳلنسان ... صنعاء

خبير وعدة "دبلوم" في االدارة والتنمية البشرية 12 دبلوم

 كيف تصبح ناشطا حقوقيا؟!

ورقة عمل للمحـامي/ كمال القواتي 

عند استضافته في مبادرة "سفراء السـالم"

م٢٠١٨/٩/٢٩

قبل أن نعرف من هو الناشط الحقوقي يجب أن نعرف ما هو الشيء المهم الذي قدم حياته متفانياً لينشط له، نعم أنه ينشط في مجال حقوق الانسان

فماذا يقصد بحقوق اإلنسان؟

إن تعريف هذا المصطلح المركب غاية في التعقيد لانه موضوع جديد في مدونات القانون الدولي، ولكن نستطيع القول أنه مجموعة  الحاجيات والمنافع المعنوية التي يحتاجها كل بني اإلنسان األصلية والمكتسبة والتي يتكفل حمايتها قانون أو شرع .

فكيف وجد هذا المصطلح؟

وجد منذ فطرة اإلنسان، ففي وجوده األول وجدت حاجته ألن يمتلك حقوق تساعده في الحياة وهكذا .....

ووجد رسميا في القرن الثالث عشر في أوروبا نتيجة ثورات طبقية وشعبية، ثم في القرن الثامن عشر نتيجة التمييز العنصري 

البغيض، وفي إنجلتر 1215م وهكذا بين انتهاك ومطالبة إلى اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان، والذي كان في 10 ديسمبر 

1948م بتوصية من الجمعية العامة لحقوق اإلنسان والذي يحتوي على ديباجة في مقدمته وثالثين مادة .. ولإلختصار كان هذا  الاعلان رغم والدته إلا أنه لم تكن هناك قوانين دولية ملزمة بين الدول المتفقة عليه لتطبيقه، وظهر هنا من يدافع ويناصر هذا الاعلان ومجموعة من اإلتفاقيات سميت )بالشرعة الدولية( الذي يحتوي على ))اعلان العالمي لحقوق الانساان، والعهدين الدوليين لحقوق اإلنسان، والبروتوكولين الاختيارين الملحقين بالعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية((، وأنصح لمن يحب  أن يكون ناشطا مراجعة هذه اإلتفاقيات .

وهنا ظهر الناشط الحقوقي، فمن هو الناشط الحقوقي؟!!

اولا: كلمة ناشط جمعها نُ ّشط ومن الفعل نشط، ونقول ناشط في عمله أي ذو نشاط وحركة .

فالنّاشط الحقوقي هو كل شخص يعمل في مجال حقوق اإلنسان مدافعا عن جميع البشر مهما كانت إنتماءاتهم العرقية أو الدينية  أو اإلقليمية أو الجنسية أو المذهبية أو السياسية، أو غير ذلك، وله من القدرة والكفاءة المهنية والقانونية التي تجعله يستطيع أن يعالج القضايا التي تدور حول إنتهاكات حقوق اإلنسان من ر ْصد وتوثيق وإجراء مقابالت وتكييف للوقائع، ومعرفة الجهات  الرسمية والقضائية المحلية منها والدولية المعنية التي يمكن تقديم التّظلّمات واإلحتجاجات والدعاوى أمامها .ونلاحظ هنا أن التعريف منقسم إلى جزئيات هي أن :

1- الناشط هو ذلك الشخص الذي يدافع عن حقوق اإلنسان كونه كذلك أي إنسانا دون النظر إلى توجهه الديني 

والفكري والمذهبي والعقائدي ودون النظر إلى لون بشرته أو غير ذلك مما يفرق به األخرين اإلنسان .

2- الناشط الحقوقي يجب أن يكون ملما بجميع االتفاقيات الدولية في ذات الشأن .

3- يجب على الناشط الحقوقي أن يكون ملما بكيفية رصد وتوثيق االنتهاكات التي تحدث لإلنسان سواء وقت 

السلم ويستند بذلك إلى القانون الدولي لحقوق الانسان أو في وقت المنازعات بين الدول أو بين الجماعات المسلحة والدول ويستند بذلك إلى القانون الدولي الانساني الذي كان يسمى قانون الحرب ولكن ليتصف بصفه إنسانية سمي 

)القانون الدولي اإلنساني(، وكذلك تحويل ما رصده ووثقه إلى تقارير مقدمة للمنظمات الدولية كي يحد من إنتهاك ذلك الحق اإلنساني .

صفات الناشط الحقوقي:

1- أن يمتلك الملكة القانونية والمعرفية فيكون مثقفا عالماً بالقانون الدولي الذي يخدم اإلنسانية، وباإلعالنات

والبروتوكولين الدوليين، واتفاقات جنيف األربعة، والعهدين الدوليين وغيرهما .

2- أن يكون فطنا في التعامل كناشط حقوقي .

3- أن اليختار القضايا التي ينشط ألجلها بجدلية، أي أنه اليختار قضاياه بانتقاء فقد يكون هذا الشخص ينتمي 

إلى مذهب أو حزب ويدافع عن قضاياه فهذا اليسمى ناشط إنساني بل ناشط نشط ألجل حزبه أو معتقده فقط، فالناشط 

من ينشط ألجل اإلنسانية وحقوقها جمعاء ويترك حزبه وانتماءه جانبا .

4- أن يكون مقتنعا بأن عمله تطوعيا ألجل اإلنسانية،

وهنا يثار سؤال فلو أن الناشط صادف أن وجد مقابل نشاطه مبلغا من المال أو معاشا منتظم فهل له أن يقبله؟ فهذا 

الضير فيه سواء كان من الداخل أو الخارج، فالمادة والمال هو لم يسعى إليها بل هي من جاءت إليه، وهذا الناشط 

حين يقتنع بنشاطه اإلنساني أنه تطوعا فهو سيسخر ماله والمال الذي حصل عليه لخدمة اإلنسانية .

5- الجرائة على إظهار الحقائق، وأن يتميز بالشجاعة في طرح القضايا الانسانية دون الخوف ممن ينتهكها .

6- أن اليكون العمل من أجل الشهرة .

7- عدم التحيز والتعصب لجماعة أو حزب معين .

الشروط التي يجب أن يلتزم بها الناشط هي:

1- أن يكون ُمل ّما بالثقافة القانونية الكافية والالّزمة ليتم ّكن من معرفة الكيفية القانونية لمعالجة صور انتهاكات 

حقوق اإلنسان المختلفة المعروضة عليه أو التي يراها بنفسه .

2- أن يلتزم الحياد والموضوعية والتّجرد ويدع قناعاته السياسية واإليديولوجية والدّينية جانبا، ويبتعد كل البعد

على التأثير بشكل أو بآخر على الضحية أو الشاهد، سواء عند طرحه لألسئلة أو أثناء عملية التوثيق .

3- أن تكون له من الجرأة والكفاءة في التّصدي ألي طارئ يتعّرض له أثناء تأدية مهامه، سواء أمام الضحايا

والشهود أو أمام الهيئات القانونية والقضائية .

4- أن يكون ُمل ّما بحيثيات الموضوع المراد رصدُه وتوثيقه .

5- أن يمتلك القناعة بقيمة العمل التطوعي .

6- أن يلتزم بال ّس ّرية التامة وأن ال يفشي أي سر من األسرار سواء ما تعلّق بالمعلومات الشخصية الخا ّصة

بالضحايا والشهود أو بما ُيدلونه أو ما تعلق بمعلومات المؤسسات والهيئات المتعامل معها .

7- أن يحرص على التّكوين المستمر كالتّسجيل في الدّورات التدريبية التي تقوم بها المنظمات والمؤسسات 

المتخ ّصصة، ومتابعة ما استجدّ من القوانين والتشريعات الدولية فيما تعلق بالقانون الدولي لحقوق اإلنسان أو

القانون الدولي اإلنساني .

8- أن يكون له إ ّطالع دائم ومستمر على اإلتفاقيات والمعاهدات الدولية في شتّى المجاالت وخاصة بالجانب

الحقوقي منها .

9- عليه أن يتّخذ تدابير األمن والسالمة سواء له كناشط أو للضحايا أو الشهود عند سماعهم وعدم المخاطرة

بهم وبالفريق العامل معه .

10- أن يحرص على المحافظة على سالمته وسالمة الضحايا والشهود وأن يعتبرها أولى وأكثر أهمية من عملية 

ال ّسماع أو التوثيق .

11- أن يقوم بتوفير الجو المريح والمالئم للضحية أو الشاهد عند اإلدالء بشهادتهما .

12- أن يكون ُملتزما بالمصداقية والصدق في كل التعامالت مع جميع األطراف سواء كانوا هيئات أو أفراد .

13- ال يُقدم وعودا للضحايا أو ألي شخص آخر .

14- أن يكون ُمتحلّيا بروح األمل والتّفاؤل والثقة بالنفس .

15- أن يقوم بتشجيع الضحية أو الشاهد على اكتساب الثقة وزرع األمل .

16- أن يتحلّى بالحكمة وال ّرزانة والصبر في التّعامل مع مختلف العقليات ضحايا كانوا أو شهودا، منفتحا ومتقبال

للجميع مهما كانت مستواياتهم العلمية .

17- أن يتعامل بلباقة مع الجميع وخاصة الهيئات الحقوقية والضحايا والشهود .

18- أن يحترم خصوصية الغير ويبتعد عن معرفة األشياء التي تُفيد التحقيق أو عملية التوثيق، أو باألحرى أن

يعرف الحدود التي يتوقف عندها خاصة في المواضيع الح ّساسة الخادشة للحياء كاإلغتصاب والتح ُّرش الجنسي مثال،

وأن يُراعي الحالة النفسية للضحية .

19- على الناشط الحقوقي عند سماع الضحايا أو الشهود أن يبتعد كل البعد عن بناء عالقات صداقة معهم، وأن 

يلتزم الحدود المهنية بينه وبينهم، وأن ال يُقدم لهم النصائح واإلستشارات، ألنه إذا فعل ذلك يكون قد خدش مبدأ الحيادية والموضوعية والتّجرد وأث رى، مما ينعكس بال ّسلب أيضا على ّر سلبا على مصداقيته أمام األطراف األخ

المنظمة أو الهيئة التّابع لها .

20- على الناشط أن يكون كيّسا فطنا، سريع الدّقة والمالحظة منتبها لكل حركة أو كلمة تصدر من الضحية أو

الشاهد ويحاول أن يقرأ صدقه من كذبه .

21- أن يبتعد عن كل شبهة يُمكن أن تُعّرض حياته أو حياة الشاهد أو الضحية للخطر، وأن ال يُبالغ في حمل

األشياء الثمينة والمبالغ المالية الكبيرة فكل هذه األشياء يكون فيها مجلبة للخطر .

22- إذا كان ضمن فريق وهناك مسؤول عن هذا الفريق فالبد أن يُخبر مسؤوله عن مكان تواجده .

23- يجب عليه أن يُعّرف بنفسه وبالجهة التابع لها قبل أي إجراء يريد القيام به .

24- أن تكون البطاقة التعريفية الخاصة به ظاهرة على الصدر أو الجيب أو الحقيبة التي يحملها .

25- على الناشط الحقوقي أن يحرص أن ال تكون أسألته التي يُوجهها للضحية أو الشاهد على هيئة استجواب أو

تحقيق أو استفهام، فيجب عليه أن يكون حذرا في توجيه أسألته إلى الضحية أو الشاهد خالل المقابلة، وعليه اختيار 

لغة بسيطة وواضحة ومفهومة وأن يمنحهم الوقت الكافي لإلجابة عليها .

26- أن تكون له القدرة على تحليل كل المعلومات التي جمعها وأن يقوم بربطها وغربلتها من خالل إجرائه 

للمقارنة بين كل التّصريحات واألقوال التي أدلى بها الشهود والضحايا وبين األدّلة التي يمتلكها هو نفسه من الصور 

والفيديوهات مثال .

وهذه بعض من الشروط التي يجب اتباعها من قبل الناشط الحقوقي، ويجب على من يحب هذا المجال حفظها والتقيد بها وعدم 

مخالفتها، فهي سراج ينير طريق المجتهد في المجال والنشاط اإلنساني .

��األسئلة والمناقشات��

س/ ماذا يقصد بالناشط الحقوقي أو المحامي

في نظر القاضي 

في نظر الجاني

في نظر المجني عليه؟

ج: يقصد به هو من يدافع عن المجني عليه من الجاني ويعمل جاهدا لتقديمه بين يدي عدالة القاضي، ويظل تعريفه كما ذكرنا 

لكم .

س/ هل هناك محاور رئيسية، وسمات محددة لعمل الناشط الحقوقي؟

ج: هناك محور وحيد هو أن يصب كامل نشاطه في خدمة اإلنسانية دون توجه أو انتماء أو تعاطف لفكر أو معتقد .

س/ "الكثيرون هذه األيام متطفلون في هذا المجال"،، فهل هناك عالقـة بين الشهرة والظهور وممارسة النشاط الحقوقي 

والقانوني؟

ج: نعم هناك خيط رفيع يفصل بين الناشط اٳلنساني والناشط للشهره وهو الضمير اإلنساني .. فالضمير الحي الذي يسعى فقط 

للدفاع عن اإلنسان هو ضمير الناشط الحقوقي، والضمير المختل الذي ال يراعي إنسانية من يدافع عنه تراه يبحث عن الشهرة 

والمال وحتما سيجدها عند من اعتدى على المستضعفين، وهنا يصبح ناشطا لمنتهك الحق وناشطا للشر .

وهنا أنصح إخواني وأخواتي بعدم بدء نشاطك اإلنساني ببحثك عن الشهرة، فالسمعة الطيبة والشهرة الحسنة حتما ستصادفك 

في طريقك ودربك هذا فال تبدء مضمار جهادك بخطٲ يسمى الشهرة وببيع ضميرك لمن يدفع أكثر .

س/ ماهو الدور الحقيقي للناشط الحقوقي في هذا الوقت بالذات، خصوصا عند محاولة تلفيق تهم انتمائه للحيلولة دون 

عمله؟؟؟

ج: إن الدور المهم في مثل هذا العقد الذي نمر به وما يجري بسنواته من انتهاك يدع الناشط في اختبار حقيقي، وعليه أن 

يجتازه بجداره وأن يؤدي خدماته لإلنسانية بشكل مجرد وعدم انتقائية، فدوره يكمن في المدافعة عن حقوق اإلنسان والحد من 

وقوع الجريمة ضده ما استطاع .

س/ ))"صراحة" هناك دول عظمى، ودول دكتاتوريات وجميعهم يتغنون بحقوق اإلنسان والقوانين ويتراقصون على ألحانها، 

ومايهمهم هو مصالحهم ونفوذهم، فالدول تدار بمصالحها((

فما دور ]الناشط الحقوقي[ أمام هذا العهر العالمي؟؟؟

ج: أنا معك بكل ما قلت ولكن لنعد إلى أوروبا بسنواتها المظلمة من الطبقية واالستقراطية المقيتة، من انقسام الشعوب إلى 

إقطاعيين ونبالء ومستضعفين يخدمون األمراء، ولتنظر من الذي أخرجهم من هذه العنصرية ..

هم الناشطين أمثال جان جاك، روسو صاحب العقد اإلجتماعي، ومنتسيكو، وديدور وغيرهم .

لم يفكروا هؤالء بضعفهم وقوة منتهكي هذه الجرائم البشعة التي لم يعرف البشرية مثل بشاعتها كالسماح للكالب بٲكل فالح 

لسوء خدمته ألحد النبالء وبحضوره، ولكن كانوا يفكرون أن الخير سينتصر مهما كانت هناك قوى عظيمة تستخدم هذه 

القوانين لتغزو بها الشعوب،

فدور الناشط اإلنساني هنا أن يستمر بنضاله اإلنساني وإن قدم بذلك حياته في سبيل اإلنسانية، فقد يكون نضاله وتفانيه ثقبا 

يدخل منه ضوء الحرية والحقوق المتساوية للشعوب ويتوسع هذا الثقب ليصبح فضاء رحبا لإلنسان ليعيش بعد ذلك بسالم .

س/ هل هناك عالقة بين النشاط حقوقيا، وخلع عبائة الدين أو التمرد على اآلداب العامة أو التفسخ؟!!

))فقد تم الترويج لذلك مؤخرا بظهور عدد منهم بهجومه على الدين وأحكامه واصفين أنفسهم بالتحدث، حتى انتشر لدى العامة 

من الناس بمجرد ذكر كلمة "ناشط" يعني أنه متفسخ وأفكاره ضد األداب ... الخ((،،

فما دور "الناشط الحقوقي" الصحيح حيال ذلگ؟!!!!!!!

ج: أوال لقد بادر إلى ذهني حين سألت .. قصة إلحدى الزميالت قامت باستغالل موت أحد اإلعالميين المعروفين بالساحة، 

وكتبت في مواقع التواصل االجتماعي عبارة قالت فيها "لماذا يارب لم تمنع هذه الجريمة !!!!"، هذه الزميلة أرادت الشهرة 

من هذا المنشور وجمع أكبر قدر ممكن من الاليكات واإلعجابات والتعليقات، وإن كان ذما لها لما كتبته ولكن هنا أرادت بذلك 

أن يكون سلما لها للشهرة، ويقال قالت الناشطة الحقوقية في موت ...... قالت كذا وكذا .

وبهذا نحن نؤكد ونجزم أن هؤالء ال ينتمون إلى قافلة من يسعون جاهدين للدفاع عن حقوق اإلنسان، فال تقلق أخي فالناشط 

عطره يسبقه للمكان والذي يتاجر بدينه ريحته النتنة يعرفها حتى المنتهك ويستهجنها في قرارة نفسه .

والصالة والسالم على محمد وعلى آلـــه وصحبه الكرام ...

إعداد وتقديم/ محمدأحمد الرفاعي

مراجعـة: المحامية نـوال حسن

فريق مبادرة سفـراء السـالمط

لاتنسى مشاركة:  كيف تصبح ناشطا حقوقيا؟! على الشبكات الاجتماعية.